إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
محاضرة في بدر بعنوان: وصايا عامة
7702 مشاهدة
طاعة الله ورسوله مقدمة على طاعة أولي الأمر

لا شك أيها الإخوة أن واجبنا وواجبكم عظيم في حق الله تعالى، وكذلك أيضا في حق ولاة أمرنا الذين وكلوا إلينا حماية وحراسة وتحفظا وحفاظا على أسباب الأمن والاستقرار والحياة السعيدة في هذه البلاد وفي غيرها، وأمر بطاعتهم ولكن جعل طاعتهم متعقبة لطاعة الله وطاعة رسوله في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فأولو الأمر هم الأمراء والعلماء ممن يكون أمرهم منفذا على من يأمرونه ممن لهم ولاية عليه ولكن طاعتهم تابعة لطاعة الله ورسوله.
تذكرون قصة عبد الله بن حذافة أمره النبي -صلى الله عليه وسلم- على سرية وأمرهم أن يطيعوه وفي أثناء سفره غضب لأمر من الأمور وأمرهم فأوقدوا نارا ثم قال لهم: ادخلوها أمركم النبي -صلى الله عليه وسلم- بطاعتنا فعند ذلك أراد بعضهم أن يدخلها؛ امتثالا لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم تذكروا وقالوا: ما هربنا ولا دخلنا في الإسلام إلا خوفا من النار فكيف ندخلها ونحرق أنفسنا؟ فلم يزل بعضهم يحجز بعضا حتى طفئت النار وسكن غضبه.
ذكروا ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إنما الطاعة في المعروف الطاعة إنما تكون فيما هو من المعروف لا فيما هو من المنكر، وقال -صلى الله عليه وسلم- لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق حتى ولو كان والدك ولو كان أخاك أو ولدك لا يجوز أن تطيعه في معصية الله تعالى، فأمر الله مقدم وطاعة الله مقدمة على طاعة كل أحد.